غزوات الرسول بالترتيب - تعرف على غزوات نبينا محمد

غزوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

السلام عليكم، بدأت غزوات العصر النبوي بعد هجرة المسلمين من مكة إلى المدينة المنورة، وبعد أن أذن الله للمسلمين بالجهاد ورد العدوان، حين نزلت الآيات: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقدير ۝ الذين أُخرِجوا من ديارهم بغير حق....) وشُرع الجهاد أيضاً لمساعدة العقيدة على الانتشار والتعريف بها في شتى بقاع الأرض، ودخول الإسلام حرية شخصية، حيث قال تعالى: "لا إكراه في الدين".

تعريف الغزوة

الغزو في اللغة: هو السير إلى قتال العدو. أما السرية في اللغة: هي قطعة من الجيش عددها من خمسة إلى 400 مقاتل.
أما في الاصطلاح الإسلامي، فالغزوة هي خروج المسلمين لمقاتلة الكفار بقيادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. أما السرية فتعني خروج المسلمين لمقاتلة أعداء الإسلام دون إصطحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويكون قائدها أحد الصحابة.


غزوات الرسول بالترتيب

تعرف على غزوات الرسول بالترتيب

عدد الغزوات التي خاضها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته كان حوالي 29 غزوة تقريباً، وأرسل الكثير من السرايا. وفي ما يلي، سنتحدث عن غزوات الرسول بالترتيب وتواريخها:

  1. غزوة الأبواء (شهر صفر عام 2 هـ): كانت أول غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، والتي تُعرف أيضًا بـ"غزوة ودان". تعددت أسبابها، منها رد بعض أموال المسلمين من قريش، وتضعيف اقتصاد قريش، وإظهار قوة المسلمين. لم يحدث فيها قتال، وتم عقد معاهدة مع عمرو بن مخشي الضمري، سيد بني ضمرة.
  2. غزوة بواط: حدثت في شهر ربيع الأول من السنة الثانية للهجرة، وأسبابها هي نفس أسباب غزوة الأبْواء، ولم يحدث فيها قتال أيضًا.
  3. غزوة بدر الأولى (جمادى الآخرة 2 هـ): المعروفة أيضًا باسم وادي سفوان، حيث أغار المشركون على المراعي في المدينة. خرج الرسول صلى الله عليه وسلم لمطاردتهم، ولم يحدث فيها قتال.
  4. غزوة العشيرة: جمادى الأولى 2 هـ. كانت لها نفس أسباب المعركة السابقة، ولم يحدث فيها قتال. تم عقد معاهدة عدم اعتداء مع بني ضمرة وبني مدلج.
  5. غزوة بدر الكبرى: في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك من العام الثاني للهجرة. كانت أول معركة فاصلة في الإسلام، ونجمت عن محاولة المسلمين مطاردة قافلة لاسترداد أموالهم التي نهبتها قريش. انتهت بنصر المسلمين ومقتل 70 من المشركين، منهم سادة قريش مثل أبي جهل وغيره.
  6. غزوة الكدر من بني سُليم: شوال 2 هـ. علم النبي صلى الله عليه وسلم أن بني سليم وبني غطفان يحشدان جيشًا من أجل غزو المدينة. فاعترضهم النبي صلى الله عليه وسلم في عقر دارهم، وأربكوا سليم وتركوا 500 من البعير خلفهم، غنمها جيش المسلمين، ولم يحدث أي قتال في هذه الغزوة.
  7. غزوة بني قينقاع (شوال 2 هـ): بعد نصر المسلمين في غزوة بدر، ملئت قلوب يهود بني قينقاع حسدًا وكراهية تجاه المسلمين. قاموا بإثارة الشغب ونقض العهود التي كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم. استجاب النبي صلى الله عليه وسلم بقيادة جيشه إلى حصونهم وحاصرهم لمدة 15 يومًا حتى استسلموا. أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج من المدينة وترك أموالهم وأسلحتهم.
  8. غزوة السويق (ذو الحجة 2 هـ): خرج أبو سفيان يسارًا من المسلمين بعد هزيمته في غزوة بدر، وقام بغارة على منطقة في المدينة وأحرق النخل فيها، ثم فروا قبل وصول جيش المسلمين، ولم يحدث في هذه الغزوة قتال.
  9. غزوة ذي أمر - شهر المحرم (3 هـ): علم النبي صلى الله عليه وسلم بأن بني ثعلبة وبني محارب يريدون الهجوم على المدينة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم لمقاتلتهم. تفرق المشركون عندما سمعوا بقدوم المسلمين، ولم يحدث قتال.
  10. غزوه بني النضير (ربيع الأول 3 هـ): حاول يهود بني النضير اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم، ونقدوا المعاهدات التي بينهم. لذلك ذهب النبي صلى الله عليه وسلم لمحاصرتهم حصارا دام 6 ليال فقط حتى استسلم اليهود وخرجوا من المدينة.
  11. غزوة بحران (ربيع الآخر 3 هـ): علم النبي صلى الله عليه وسلم أن بني سُليم يستعدون للقتال، فقرر النبي صلى الله عليه وسلم مباغتتهم في عقر دارهم، ولم يحدث في هذه الغزوة قتال.
  12. غزوة أحد (شوال 3 هـ): أرادت قوات كفار قريش الانتقام لهزيمتهم في غزوة بدر، حشدوا جيشًا يقدر عدده بحوالي 3000 مقاتل. من المهم ذكر أن من أهم الأسباب التي ساهمت في هزيمة المسلمين كانت مخالفة الرماة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم بالتمركز على جبل لحماية ظهر المسلمين.
  13. غزوة حمراء الأسد (شوال 3 هـ): خشي النبي صلى الله عليه وسلم أن يظن المشركون أنهم لم يقتلوا أحدًا من قادة المسلمين في غزوة أحد، أو أنهم لم يستفيدوا شيئًا من النصر. لذا خرج النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه صباح اليوم التالي من معركة أحد إلى منطقة تسمى حمراء الأسد، ولم يحدث في هذه الغزوة قتال.
  14. غزوة نجد (4 هـ): ولم يحدث فيها قتال
  15. غزوة بدر الآخرة (شوال 4 هـ): توعد أبو سفيان بعد غزوة أحد بمعركة ببدر في العام المقبل ضد المسلمين لأخذ الثأر. ولكنه قرر الرجوع إلى مكة، وأما المسلمون فأقاموا ببدر 8 أيام ينتظرون العدو ولم يحدث قتال في هذه الغزوة.
  16. غزوة دومة الجندل (ربيع الاول 5 هـ): لم يحدث فيها قتال
  17. غزوة الخندق (الأحزاب) في شوال 5 هـ: بعد خروج بني النضير من المدينة فكروا بالانتقام من المسلمين، وقاموا بتحريض القبائل العربية على غزو المدينة. فاستجابت بعض هذه القبائل، مثل قريش وحلفاؤها، وانضم إليهم يهود بني قريظة رغم العهود التي كانت بينهم وبين المسلمين. وعندما علم المسلمون بزحف جيش الأحزاب إليهم، اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي سلمان الفارسي رضي الله عنه الذي اقترح حفر الخندق حول المدينة. وتفاجأ المشركون بالخندق لأن هذه الحيلة لم تكن موجودة عند العرب قديمًا. وحاولوا اختراق الخندق مرارًا وتكرارًا، لكن دون جدوى. وأدت الرياح الشديدة إلى اقتلاع كل خيامهم وكل نار يسالونها، دفعتهم إلى فك الحصار والتراجع.
  18. غزوة بني قريظة (ذو القعدة 5 هـ): بعد غدر بني قريظة وتحالفهم مع المشركين في غزو الأحزاب رغم العهود التي كانت بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم، تحرك الجيش الإسلامي نحو بني قريظة وفرضوا عليهم الحصار. وفي النهاية استسلموا، وحكم عليهم بقتل رجالهم وتسبية نسائهم، وتقسيم الأموال بين المسلمين.
  19. غزوة بني لحيان (جمادى الأولى 6 هـ): لم يحدث فيها قتال.
  20. غزوة بني المصطلق (شعبان 6 هـ): علم النبي صلى الله عليه وسلم أن بني المصطلق يستعدون لغزو المدينة، فتوجه النبي صلى الله عليه وسلم بجيشه إليهم، وانتصر المسلمون بعد قتال قصير وفر المشركون.
  21. صلح الحديبية (ذو القعدة 6 هـ): رأى النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل المسجد الحرام مع أصحابه، وأخذ مفتاح الكعبة ثم طافوا واعتمروا. وأخبر أصحابه أنه معتمر، فتجهزوا للسفر. واتفق في النهاية مع قريش على الصلح، الذي ينص على رجوع المسلمين هذا العام من مكة ولا يدخلها إلا العام المقبل، ووقف الحرب بين الطرفين لمدة 10 سنوات. ومن أراد الدخول في عهد محمد دخل فيه، ومن أراد الدخول في عهد قريش دخل فيه، ومن جاء محمداً من قريش هاربًا ردوه اليهم، ومن جاء من محمد إلى قريش هاربًا لم يردوه إليه.
  22. غزوة ذي قرد (المحرم 7 هـ): قام بنو خطفان بالاعتداء على إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتل حارسها، واختطفوا زوجته. فقام النبي صلى الله عليه وسلم بمطاردة المعتدين، واستطاع تخليص المرأة وبعض الأبل، واستشهد اثنان من المسلمين في هذه الغزوة.
  23. غزوه خيبر (المحرم 7 هـ): خيبر هي المكان التي ذهب إليه يهود بني النضير بعد خروجهم من المدينة. وكانت خيبر مكانا للتآمر ضد المسلمين مثل إثارة بني قريظة على الغدر، وإثارة بعض القبائل البدوية على مهاجمة المسلمين. فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم فتح خيبر ليسود السلام والهدوء في المنطقة. وكانت خيبر مؤَمَّنة بثمانية حصون بالإضافة الى القلاع. أعطى النبي صلى الله عليه وسلم الراية لعلي بن أبي طالب، وبدأ بفتح الحصون حصنًا تلو الآخر، ولجأ اليهود في النهاية الى الصلح. وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يبقيهم على زراعة خيبر مقابل نصف الثمار، فسمح لهم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
  24. غزوه ذات الرقاع (7 هـ): لم يحدث قتال
  25. سرية مؤتة (جمادى الأول 8 هـ): كانت معركة مؤتة من أكبر المعارك التي خاضها المسلمون في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ويسميها البعض "غزوة مؤتة"، على الرغم من أنها كانت سرية ولم يتواجد فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب اشراف الرسول صلى الله عليه وسلم المباشر عليها وعظم شأنها. وقعت هذه الغزوة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل الحارث بن عمير إلى ملك البصرة ليدعوه إلى الإسلام، فقتل على يد الملك، وقتل السفراء تمثيلا للحرب. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة آلاف مقاتل، وواجهتهم جيش روم بقوام 200 ألف مقاتل. التقى الفريقان في مؤتة، وصمد المسلمون أمام هذه الأعداد الكبيرة من الروم. بفضل ذكائهم وحنكتهم الحربية، استطاع المسلمون الانسحاب دون أي خسائر، وقتل من المسلمين في هذه الغزوة 12 رجلاً.
  26. فتح مكة (رمضان 8 هـ): بعد أن نكست قريش صلح الحديبية واغتارت على قبيلة خزاعة، التي دخلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بتجهيز جيش لفتح مكة من 10,000 مقاتل. دخل الجيش الإسلامي مكة ولم يواجه أي مقاومة إلا اشتباكات قليلة. ثم طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالمسجد الحرام، وفي يده قوس يطعن به ويدمر به الأصنام حول الكعبة، وأخذ مفتاح الكعبة وأمر بفتحها ودخولها وصلى فيها. كان فتح مكة أعظم فتح للمسلمين في تلك الفترة بعد أن كانوا ينظرون إليهم كتابعين لقريش.
  27. غزوة حنين (شوال 8 هـ): مع استمرار الانتصارات المتتالية للمسلمين، قررت قبيلة هوازن، خصوصا بعد فتح مكة، قائد القبيلة مالك بن عوف محاربة المسلمين. عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرار، خرج مع 12,000 مقاتل. وعندما وصلوا إلى وادي حنين، انهالت عليهم السهام من جميع الاتجاهات، واحاطت بالمسلمين. فر اغلبهم، وأمر النبي عمه العباس أن يناديهم ليعودوا. رويدًا رويدًا، عادت قوات المسلمين وانقلبت المعركة، وانتصر المسلمون في النهاية.
  28. غزوة الطائف (شوال 8 هـ): دخلت معظم قبيلة هوازن إلى الطائف وتحصنوا بها. عندما وصل المسلمون إلى الطائف، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بفرض الحصار عليها، ودام الحصار لشهر تقريبًا. حاول المسلمون دخول الحصون بطرق عدة، لكنهم لم يستطيعوا اختراقها. بعد استشارة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة، قرر فك الحصار. جاء وفد من قبيلة هوازن بعد ذلك ليعلن إسلامهم وطلب رد السبي. قبل النبي صلى الله عليه وسلم هذا الطلب وحث المسلمين على قبوله، وبهذا تم إنهاء الصراع.
  29. غزوة تبوك (رجب 9 هـ): حاول الروم إنهاء القوة الإسلامية التي بدأت تهدد الروم والمناطق التي تسيطر عليها، فأرسلوا 40 ألف مقاتل. تحرك النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك مع 30 ألف مقاتل. انتهت المعركة دون قتال، حيث تشتت جيش الروم وهربوا من الخوف بسبب تقدم المسلمين نحوهم. كانت هذه آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم.

وبهاذا نكون قد تحدثنا عن عدد غزوات الرسول بالترتيب، التي تعلمت منها الأمة الإسلامية الآداب والأخلاق، وأن الغزوات لم تكن عدوانا وظلما لنشر الاسلام بالإكراه فلم يكره المسلمون أحدًا على دخول الإسلام بل كانت ردا للعدوان ودفاعا عن الدين ورفعا لكلمة الله ونصرة للحق.

تعليقات