كتب التفسير
تعد كتب تفسير القرآن من أهم المصادر التي يعتمد عليها المسلمون لفهم معاني القرءان الكريم وتفسير آياته. تُسهم هذه الكتب في توضيح النصوص القرآنية وتفسيرها بما يتناسب مع تعاليم الدين الإسلامي.
كتب تفسير القرءان |
تتنوع كتب تفسير القرءان في مناهجها وأساليبها، فمنها ما يعتمد على تفسير الآيات بالآيات، ومنها ما يستند إلى السنة النبوية وأقوال الصحابة. تهدف جميعها إلى تقريب معاني القرءان للمسلمين وتعميق فهمهم للشريعة الإسلامية.
يعتبر اختيار كتب التفسير المناسبة أمرًا بالغ الأهمية، حيث يجب الاعتماد على المصادر الموثوقة والمعترف بها من قبل علماء الدين. في هذا المقال، سنستعرض أهمية هذه الكتب وأشهرها ومناهجها المختلفة في تفسير القرآن الكريم.
ما هو علم التفسير
علم التفسير هو علم يبحث فيه عن مراد الله سبحانه وتعالى من كلامه بقدر الطاقة البشرية، ويعتبر هذا العلم من أشرف العلوم الإسلامية وأهمها لتعلقه ببيان معاني القرآن وأحكامه. فهو يستمد شرفه من القرءان الكريم، ولا شك أن الأمة الإسلامية كانت في حاجة ماسة لهذا العلم لعدم قدرة عامة الناس على فهم معاني القرآن الكريم.
كان لعلماء التفسير فضل كبير في توضيح معاني الآيات وأسباب نزولها. وقد سلك علماء التفسير منهجين أساسيين لتحصيل معاني القرءان الكريم، وهما:
- التفسير بالمأثور.
- التفسير بالرأي.
التفسير بالمأثور
التفسير بالمأثور هو بيان معنى الآية بناءً على ما ورد في القرءان أو السنة أو أقوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم. ويعتبر تفسيره بالمأثور أفضل أنواع التفسير لأنه يعتمد على كلام الله سبحانه وتعالى وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة الذين شاهدوا التنزيل في تفسير القرءان. وهناك نوعان للتفسير بالمأثور، وهما:
- الذي توفرت الأدلة على صحته، وهذا يجب قبوله.
- ما لا يصح، وهذا يجب رده ولا يجوز قبوله.
مصادر التفسير بالمأثور
هناك أربعة مصادر للتفسير بالمأثور، وهي:
- القرآن: تفسير آيات القرءان بالقرآن هي أفضل طرق التفسير. ومن أمثلته تفسير قوله تعالى "فتلقى آدم كلمات من ربه" بقوله تعالى "قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين".
- السنة: إن لم تجد تفسير الآيات في القرءان فعليك بالسنة. ومن أشهر أمثلة تفسير القرآن بالسنة قصة الخيط الأبيض والخيط الأسود.
- أقوال الصحابة: إذا لم تجد تفسير الآيات في القرءان ولا في السنة، فعليك بتفسير الصحابة لأنهم شاهدوا التنزيل واختصوا بمجالسة النبي صلى الله عليه وسلم ومشاهدة الأحداث والوقائع. ومن أشهر الأمثلة على التفسير بأقوال الصحابة تفسير ابن عباس رضي الله عنه لقوله تعالى "وفاكهة وأبا".
- أقوال التابعين: ورد عنهم قدر غير قليل في كتب التفسير بالمأثور.
كانت هذه أبرز مصادر التفسير بالمأثور التي يعتمد عليها المفسرون بهذا المنهج في كتبهم.
أشهر كتب التفسير بالمأثور
نتيجة لمنزلة التفسير بالمأثور ظهرت العديد من كتب التفسير التي تتبع هذا النهج. وقد تنوعت أساليبها في التفسير. وفيما يلي أفضل كتب تفسير القرآن بالمأثور:
- جامع البيان عن تأويل القرآن: ومؤلفه هو شيخ المفسرين أبو جعفر محمد الطبري. يتميز تفسيره باعتماده على السنة النبوية وأقوال الصحابة والتابعين، والتزامه بذكر الإسناد في الروايات، وتميز أيضًا بذكره لوجوه الإعراب ودقته في استنباط الأحكام الشرعية.
- تفسير القرآن العظيم: ومؤلفه هو ابن كثير. ويعد هذا الكتاب من أشهر كتب التفسير بالمأثور، ويتميز بالتفسير السهل الموجز وبذكر الأحاديث التي لها صلة بالآية.
- الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ومؤلفه هو الإمام السيوطي. يشتمل على جمع الأحاديث والروايات التي تتعلق بتفسير الآيات بشكل دقيق وموثوق.
- المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز: ومؤلفه هو الإمام ابن عطية. وقد امتاز هذا الكتاب بالصِياغة الأدبية الرائعة، فكانت عباراته سهلة وبليغة.
هناك العديد من الكتب الأخرى للتفسير بالمأثور، ولكننا اكتفينا بذكر هذه الكتب لأنها أشهرها على الاطلاق. ولتحميل أفضل كتب تفسير القرآن pdf قم بزيارة الرابط التالي: اضغط هنا.
التفسير بالرأي
هو تفسير القرآن بالاجتهاد المستوفي بشروط، أي أن يكون المفسر متوفرًا فيه صحة الاعتقاد، وأن يكون ملمًا بأصول الدين واللغة وعلوم البلاغة والفقه وأسباب نزول الآيات. وينقسم التفسير بالرأي إلى قسمين:
- التفسير بالرأي المحمود
- التفسير بالرأي المذموم
التفسير بالرأي المحمود
هو التفسير المستمد من القرآن والسنة، وصاحبه عالم باللغة العربية وأساليبها، وبقواعد الشريعة وأصولها. وقد أجاز العلماء هذا النوع من التفسير، وهناك أدلة كثيرة على ذلك منها: قوله تعالى "أفلا يتدبرون القرآن"، ودعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس بقوله "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وهذا يعني جواز الاجتهاد في التفسير، وأن الصحابة قد اختلفوا في تفسير بعض الآيات على وجوه ودل ذلك على اجتهادهم.
أشهر كتب التفسير بالرأي المحمود
ظهرت العديد من كتب التفسير بالرأي المحمود، وسنذكر أشهر هذه المؤلفات فيما يلي:
- مفاتيح الغيب: ومؤلفه هو أبو عبد الله محمد الرازي. ويعد تفسيره من أوسع التفاسير وقد تأثر بالعلوم العقلية وسلك في تفسيره مسلك الحكماء والفلاسفة.
- مدارك التنزيل وحقائق التأويل: ويعد هذا الكتاب من أسهل كتب التفسير، ويتضمن وجوه الإعراب والقراءات، ومؤلفه هو أبو البركات النسفي.
- البحر المحيط: ومؤلفه هو محمد بن يوسف المعروف بأبي حيان. واهتم كتابه باللغة العربية بشكل كبير حتى أن القارئ قد يظنه كتاب نحو من كثرة اهتمامه بوجوه الإعراب.
- تفسير الزمخشري: يتكون هذا الكتاب من أربعة أجزاء، وقد تميز بأسلوب خاص جميل واعتماده على بيان المعاني.
ملاحظة: عند اختيار كتب التفسير بالرأي، يجب التأكد من موثوقية المصدر والاعتماد على العلماء المعترف بهم لضمان صحة التفسير ودقته.
التفسير بالرأي المذموم
هو التفسير بمجرد الرأي والهوى، ومعظم الذين فسروا القرآن بهذه الطريقة هم أهل الأهواء والبدع الذين يعتقدون معتقدات باطلة وفسروا الآيات بما يوافق معتقداتهم الزائغة، وحكمه حرام لقوله تعالى "وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون"، ولقوله "ولا تقف ما ليس لك به علم".
أما بالنسبة للتفسير بالرأي المذموم، فمن أهم المؤلفات بهذه الطريقة هو كتاب "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار"، ومؤلفه هو الكازراني، ويعد هذا الكتاب مرجعًا هامًا عند الشيعة، ويظهر فيه بشكل واضح التلاعب في معاني الآيات لتوافق هواه ومذهبه.
شروط مفسر القرءان
لفهم القرآن الكريم وتفسيره بشكل صحيح، يجب على المفسر الالتزام بشروط وضوابط معينة. هذه الشروط تهدف إلى ضمان أن يكون التفسير دقيقًا ومعتمدًا على أسس علمية ودينية متينة. تشمل الشروط الأساسية التي يجب توافرها في مفسر القرآن ما يلي:
- صحة الاعتقاد
- التجرد عن الهوى
- العلم بالحديث الشريف
- العلم باللغة العربية
- العلم بعلوم القرآن
- العلم بأصول الفقه
إلى جانب هذه الشروط، يجب على المفسر أن يمتلك فهماً دقيقاً وملكة طبيعية تؤهله لفهم كلام الله.
باختصار، تُعد كتب تفسير القرءان الكريم أداة أساسية لفهم معاني الكتاب العزيز وتفسير آياته، معتمدين على منهجيات علمية ودينية متنوعة. اختيار الكتاب المناسب وضوابط المفسر تضمن تفسيراً دقيقاً وصحيحاً، مما يعمق الفهم ويقرب المعاني للمسلمين.