تصنيف الكائنات الحية - ترتيب وتصنيف الحياة

ما هو تصنيف الكائنات الحية

يُعرف نظام تصنيف الكائنات بـ "علم تصنيف الأنواع" وهو أحد فروع علم الأحياء، حيث يُعطى لكل نوع من الحيوانات أو النباتات اسمًا علميًا يجب أن يكون باللاتينية، وذلك ليتمكن جميع العلماء في جميع أنحاء العالم من التعرف عليه. يُظهر هذا التصنيف فهمنا للكائنات الحية من حولنا، كما أنه يُوضح لنا علاقتها بالأنواع القديمة التي اختفت منذ فترة طويلة، بدءًا من الطحالب الدقيقة إلى الديناصورات العملاقة.

ترتبط هذه التصنبفات بتاريخ الأرض والفترات الزمنية التي ظهرت فيها تلك الكائنات. تم تقسيم الزمن منذ ذلك الوقت وحتى اليوم إلى أربع فئات زمنية تُعرف باسم الحقب الزمنية، وتمتد كل حقبة منها عبر ملايين السنين. هذه الحقب هي: 

  1. العصر ما قبل الكمبري
  2. حقبة الدهر القديم
  3. حقبة الدهر الوسيط
  4. حقبة الدهر الحديث

خلال كل حقبة، تطور عدد من أنواع المناخ وأشكال السطح وصور الحياة على كوكب الأرض. بعض صور الحياة لم تتغير، في حين تطورت وتغيرت بعض الصور مع مرور الزمن، واختفت بعضها دون عودة. يمكنك التعرف على تلك الحقب وصور الحياة المتعلقة بكل منها، والتي تشكل معًا تصنيف الكائنات الحية فيما يأتي.

تصنيف الكائنات الحية

مستويات التصنيف

يُقوم نظام علم التصنيف بتصنيف جميع الكائنات الحية، وفي هذا النظام، تُصنف مختلف أنواع وأشكال الحياة وفقًا لسبعة مستويات مختلفة. هذه المستويات هي:

  1. المملكة: أعلى مستوى من التصنيف، حيث يُعد تركيب الخلايا للكائن هو أساس تصنيف الكائنات الحية في خمس ممالك مختلفة. تشمل هذه الممالك مملكة الحيوانات والنباتات والفطريات وأحاديات الخلية وبدائيات النواة.
  2. الشعبة: تأتي بعد المملكة وتنقسم مملكة الحيوانات إلى حوالي 20 شعبة مختلفة مثل الفقاريات، التي تنتمي إليها الحيوانات ذات العمود الفقري، وتشمل الكلاب والطيور والأسماك وحتى البشر، وتضم شعبة أخرى يُطلق عليها اسم "مفصليات الأرجل"، تضم حيوانات أخرى مثل العقارب والسلطعون، وهي ذات قواقع خارجية وأرجل مفصلية. ولقد تحدثنا عن كل منها في هذا المقال. 👈 اضغط هنا
  3. الطائفة: بعد الشعبة، يأتي مستوى يُطلق عليه اسم "الطائفة"، وتنتمي كافة الثدييات إلى طائفة الثدييات ضمن شعبة الفقاريات ضمن مملكة الحيوان.
  4. الرتبة: هو التصنيف التالي للطائفة، حيث تُصنف الثدييات ثنائية الأصابع على سبيل المثال في رتبة الحيوانات ذات الحوافر وأصابع القدم المتساوية مثل الغزال والماشية والزرافة والكثير من الحيوانات العاشبة، وتشمل رتبة الحيوانات اللاحمة الأسود والنمور.
  5. الفصيلة: في كل رتبة، توجد عدة فصائل، وتندرج ضمن رتبة الحيوانات اللاحمة فصيلة يُطلق عليها اسم "الدبيات"، وتضم هذه الفصيلة الدببة البنية والدببة القطبية ودب الكسلان والباندا العملاقة.
  6. الجنس: هي مجموعة فرعية تندرج ضمن الفصيلة، ولا يمكن للجنس أن يتناسل إلا مع حيوان آخر من نفس الجنس، على سبيل المثال، يندرج تحت فصيلة الدبيات دبان من نفس الجنس وهما الدب البني والدب القطبي واللذان يمكنهما التناسل معًا، ولكن الدب القطبي لا يمكنه التناسل مع الباندا العملاقة التي تنتمي لجنس "الأيلوروبودا".
  7. النوع: ينقسم كل جنس إلى أنواع، ويندرج ضمن جنس الدببة على سبيل المثال نوع يضم الدببة البنية والدببة السوداء والدببة القطبية.

تتباين هذه المستويات التصنيفية في درجة التفصيل والتخصص، حيث يزداد التفصيل كلما انتقلنا إلى المستويات الأدنى.

تصنيف الكائنات الحية

الممالك الخمس الرئيسية

تنقسم الحياة على كوكب الأرض إلى خمس ممالك وهي:

  • مملكة الحيوان: تعتبر مملكة الحيوان الأكبر على الإطلاق، فهي تمثل 75% من الحياة على كوكب الأرض. كما تعتبر من أكثر الممالك تنوعاً. تنقسم هذه المملكة إلى مجموعتين كبيرتين وهما الفقاريات واللافقاريات. وتتضمن مملكة الحيوان كلًا من الطيور والزواحف والثدييات والأسماك والبرمائيات والرخويات والحشرات وغيرها.
  • مملكة النباتات: تمثل مملكة النبات 18% من الحياة على سطح الأرض، وتتميز بكونها ذاتية التغذية وأنها تنتج الأكسجين على عكس الكائنات الأخرى من خلال البناء الضوئي. ويمكن أن تتكاثر بطريقة جنسية أو لا جنسية، ومن أمثالها الأعشاب والأشجار وغيرها.
  • مملكة الفطريات: مملكة الفطريات هي واحدة من الممالك الخمس في نظام تصنيف الكائنات الحية. تشمل هذه المملكة مجموعة متنوعة من الكائنات الحية مثل الفطريات والعفن والخمير، وتعتبر أحد العوامل الرئيسية في تحلل المواد العضوية في الطبيعة وتلعب دوراً هاماً في دورة العناصر.
  • مملكة الطلائعيات: المعروفة أيضًا باسم Protista، تشكل مجموعة متنوعة من الكائنات الحية أحادية الخلية. تشمل هذه المملكة الطحالب والأميبات والطفيليات، وتعيش في مجموعة متنوعة من البيئات المائية والرطبة.
  • مملكة البدائيات: تشمل مجموعة واسعة من الكائنات الحية البسيطة والأقل تطورًا. تتضمن هذه المملكة البكتيريا والأركيا والطحالب الزرقاء الخضراء. تتميز البدائيات ببساطة هيكلها الخلوي واستقلاليتها عن الخلايا الأخرى.

مستويات التصنيف الحديث

مع تقدم العلم، اكتشف العلماء أن هناك صفات تربط بين بعض أنواع النباتات والطلائعيات، أول حيوانات أكثر من تلك التي تربطها بأفراد مملكة الطلائعيات نفسها. لذلك، استحدث العلماء مستوى جديداً في التصنيف، بالإضافة إلى التصنيفات السبعة التي ذكرت، وهو "فوق المملكة" أو "الدومين". وقُسمت جميع الكائنات الحية إلى فوق ممالك ثلاثة وهي:

  • فوق مملكة البدائيات.
  • فوق مملكة البكتيريا.
  • فوق مملكة حقيقيات النواة: وتحتوي هذه المجموعة على جميع الكائنات حقيقية النواة وتنقسم إلى أربع ممالك وهي مملكة الطلائعيّات ومملكة الفطريات ومملكة النباتات ومملكة الحيوانات.

ملاحظة: خرجت الفيروسات من التصنيف الحديث للكائنات الحية، وذلك لأنها بطبيعتها لا تتكون من خلايا، بل تحتاج لخلية كائن حي آخر لتعيش وتتكاثر.

تاريخ التصنيف

تاريخ التصنيف يعود إلى العصور القديمة حيث كان الإنسان يحاول فهم العالم المحيط به وتنظيمه. ومن أقدم المحاولات المعروفة للتصنيف تعود إلى الفيلسوف الإغريقي أرسطو، الذي وضع تصنيفًا للحيوانات والنباتات استند إلى مواصفاتها الظاهرية.

قسم أرسطو الكائنات الحية إلى فئتين رئيسيتين:

  1. الحيوانات ذات الدم الساخن: تشمل الثدييات والطيور والزواحف والأسماك، وهي الكائنات التي يعتقد أرسطو أنها تتميز بالدم الساخن والقدرة على تنظيم درجة حرارة جسمها.
  2. الحيوانات ذات الدم البارد: تشمل الحشرات والرخويات والأصداف والحيوانات الأخرى التي يفتقد جسمها إلى الدم الساخن ولا تمتلك القدرة على تنظيم درجة حرارتها الجسمية.
على الرغم من أن تصنيف أرسطو كان بسيطًا ومبنيًا على الملاحظات الموضوعية، إلا أنه أثر بشكل كبير في تطور الفكر العلمي حول التصنيف الحيوي. ومن ثم، يُعتبر تصنيفه نقطة بداية هامة في تاريخ علم التصنيف الحيوي.

تصنيف كارل لينيوس

تصنيف كارلوس لينيوس للكائنات الحية هو واحد من أولى وأهم أنظمة التصنيف الحديثة التي طورها العالم السويدي كارلوس لينيوس في القرن الثامن عشر. يُعتبر هذا النظام الأساس للتصنيف الحديث وقدم لنا نظامًا منطقيًا لتصنيف الحيوانات والنباتات استنادًا إلى الشبهات المشتركة بينها. وكان أول من صنف الكائنات الحية طبقًا للمستويات السبعة التي ذكرت.

أهمية علم التصنيف

علم التصنيف، أو الطبقة النباتية والحيوانية، له أهمية كبيرة في عدة جوانب:

  1. تنظيم التنوع الحيوي: يساعد علم التصنيف على تنظيم وتصنيف الكائنات الحية بشكل منهجي ومنظم، مما يسهل فهم التنوع الحيوي على الأرض والعمل على حفظه وإدارته بشكل فعال.
  2. فهم التطور البيولوجي: يساهم علم التصنيف في فهم عمليات التطور البيولوجي والعلاقات الوراثية بين الكائنات الحية، وهو مفتاح لفهم كيفية تطور الحياة على مر العصور.
  3. توفير معلومات للبحث العلمي: يوفر علم التصنيف إطارًا للبحث العلمي والدراسات البيئية، حيث يمكن للعلماء استخدام المعلومات المتعلقة بالتصنيف لفهم التفاعلات بين الكائنات الحية والبيئة ودورها في النظام البيئي.
  4. تسهيل التواصل العلمي: يوفر علم التصنيف لغة موحدة ومنهجية للتواصل بين العلماء في مجالات متعددة، مما يسهل عملية تبادل المعرفة والنقاش حول البيانات والاستنتاجات العلمية.
  5. الحفاظ على التراث البيولوجي: يساعد التصنيف على تحديد الكائنات الحية المهددة بالانقراض وتطوير استراتيجيات لحمايتها والحفاظ عليها للأجيال القادمة.

بشكل عام، يعتبر علم التصنيف أساسيًا لفهم العالم الطبيعي من حولنا وللمساهمة في حل العديد من التحديات البيئية والبيولوجية التي نواجهها في العصر الحديث.

تعليقات